هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر من لغة؟ أن ترتحل إلى خمس بلاد مثلاً بخمس لغات مختلفة دون أن تحتاج إلى قواميس ناطقة أو كتيّبات تعليمية للمسافرين؟
أن تقرأ نصّاً مكتوباً مثلاً بالألمانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والصينية دون أن تحتاج إلى الاستعانة بمواقع الترجمة؟ أن تتصفّح أيّ موقع إلكتروني وتقرأ مقالات بخلاف الإنجليزية أو العربية؟
أنت تعرف بالطّبع أنك لو جلست في غرفة على سبيل المثال بها خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، فستتمكن أنت وحدك من أن تتواصل مع الجميع وتصبح حلقة الوصل الكبرى – وربما الوحيدة – بينهم.
السّفر، السّياحة، الهجرة، الدراسة، عمل أبحاث، قراءة، تكوين صداقات جديدة، وأشياء أخرى…
كل هذه أمور بإمكانك تحقيقها وأكثر، فقط إذا عرفت السرّ وراء كيفية تعلّم والتّحدُّث بأكثر من لغة.
12 نصيحة للتمكّن من إتقان أيّة لغة في 3 أشهر تقريباً يُقدّمها “بيني لويس”.
و”بيني” هو شاب إيرلندي طريف تمكّن – حتى وقت قراءتك هذا – من تعلّم أكثر من 12 لغة، من ضمنها اللّغة العربية، بمعدّل 3 أشهر فقط لكل لغة.
يقول بيني إنّه كان دائم الرّسوب في حصص اللغات الأجنبية في المدرسة، وظلّ حتى سنّ العشرين لا يتحدث سوى الإنجليزية. وبالرغم من بقائه لأكثر من ستّة أشهر في إسبانيا إلا أنّه لم يتمكن سوى من السّؤال عن مكان دورة المياه بالإسبانية!
وباتّباعه الأساليب التّالي ذكرها لم يتمكن فقط من تعلّم الإسبانية، بل أيضًا في الحصول على دبلومة احتراف للغة الإسبانية (أي ما يُعادل وصوله للمستوى C2) وعمِلَ في التّرجمة وتم استضافته في الراديو الإسباني ليُقدّم نصائح عن السّفر… وبعدها، تمكّن من تعلّم عدّة لغات أخرى يتراوح مستواه فيها من القدرة على إدارة محادثة والاحتراف الكامل.
وعن تجربته في كونه متعدّد اللغات – Polyglot، فإنّه يقول أنّها اعطته الفرصة في الانفتاح أكثر على العالم وثقافاته وأهله. فإنه يصنع صداقات جديدة في القطار بالصينية، ويتحدّث في السياسة مع بدويّ في مصر، ويمازح أصدقاؤه الإسبان والألمان والكثير من التجارب المُسلّية.
كنا قد قدمنا من قبل طرق بيني لويس للتغلب على صعوبات تعلم أي لغة في 3 أشهر… ولكن هذه المرة يعطينا بيني لويس نصائح مباشرة ومركزة لإنجاز هذه المهمة بنجاح في نفس الفترة المذهلة… 3 أشهر! إليك تلك الأساليب:
1) تعلّم الكلمات الصحيحة، بالطريقة الصحيحة
تعلّمك للغة جديدة يعني بالضرورة تعلّمك كلمات جديدة، الكثير منها في الواقع. ولكن الخبر الجيّد هنا هو أنّك لن تحتاج إلى تعلّم كل كلمات اللغة الجديدة (في الواقع أنت حتّى لا تعرف كل كلمات لغتك الأم!).
أفضل طريقة لتعلّم وحفظ الكلمات هو طريقة Pareto، وهي تعني أن جهدك المبذول لتعلّم وحفظ 20% من الكلمات يُعطيك ما يُقارب 80% من اللغة بأكملها. ففي الإنجليزية، هناك 300 كلمة فقط تمثّل 65% من اللغة.
وبالطّبع أفضل الوسائل لحفظ الكلمات هي الكروت – flashcards. بإمكانك استخدام تطبيق Anki الذي يُمكّنك من حفظ الكلمات بشكل أسرع وأسهل.
2) تعرّف على الكلمات الشبيهة
هناك العديد من الكلمات المتشابهة بين أيّة لغة والأخرى والتي تحمل نفس المعنى خصوصاً التي تنتمي لنفس الأسرة اللغوية، هذا يعني أنك بالفعل الآن تعرف شيئاً ولو قليلاً عن اللغة التي تودّ تعلّمها.
عليك مبدئياً أن تتعرّف على هذه الكلمات الشبيهة مع إدراك الفروق البسيطة بينها في لغتك الأم أو التي تعرفها بالفعل – كالإنجليزية مثالاً – وبين اللغة التي تتعلّمها (وخصوصاً أغلب اللغات الأوروبية).
3) استخدم اللغة في حياتك اليومية بدون حاجة للسفر
لا تتعلّل بأنك لا تملك الوقت ولا المال الكافي للسّفر إلى البلاد الناطقة باللغة الجديدة، التكنولوجيا جعلت من كل شيء ممكناً ومجّاني كذلك.
بإمكانك الاستماع إلى الراديو المُذاع في تلك البلاد من خلال الاختيار عبر TuneIn، أو قراءة أفضل وأهم المواقع بتلك اللغة من خلال اختيار البلد على Alexa.
يقول بيني أنّه تعلّم اللغة العربية بينما كان مُقيماً في البرازيل!
4) استخدم سكايب للتحدُّث مع أهل اللغة
حسناً، قلنا أنّه لا حاجة للسّفر. لكن كيف بوسعك العثور على واحد من أهل هذه اللغة للتحدُّث معه؟ لا مشكلة حقيقية، فهناك آلاف المواقع الإلكترونية التي تمنحك فرصة تبادل اللغة مع أهلها، بعضها مجاني والآخر مدفوع.
ولكن قبل ذلك، عليك أن تتحضّر للمحادثة الأولى قبلها ببضعة ساعات قصيرة. وذلك من خلال اتّباع النصائح السّابقة في حفظ بعض الكلمات الأساسية والكلمات المتشابهة مع لغتك الأم وبعض الجمل الاساسية التي بإمكانك إيجادها بأي لغة تريد من موقع Omniglot.